يشارك مركز جامع الشيخ زايد الكبير في فعاليات الدورة الثالثة والثلاثين من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي يأتي تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة -حفظه الله-، وينظمه مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي، في الفترة من 29 إبريل إلى 5 مايو 2024، في مركز أبوظبي الوطني للمعارض.
حيث تشهد دورة هذا العام من المعرض إطلاق المركز لإصداره الجديد "جامع الشيخ زايد الكبير.. دفق السلام" أحدث إصدارات مركز جامع الشيخ زايد الكبير، والذي يصطحب القراء في رحلة مصورة للتعرف على جماليات الفن الهندسي المعماري للجامع، من خلال مجموعة من الصور الفائزة بجائزة فضاءات من نور، ويسلط الكتاب الضوء على الفن المعماري الفريد للجامع، وروعة قبابه وأعمدته الرخامية وأقواسه المستمدة من عظمة العمارة الإسلامية المتميزة ببراعتها، إضافة إلى النقوش المستوحاة من الفنون الإسلامية المتفردة، التي احتضنت في تفاصيلها حضارات العالم، والتي انصهرت في المجتمع الواحد، فكانت رسائل التعايش والتسامح نابضة حية في مفردات هذه الفنون، تستوعب الجميع تحت مظلة إنسانية عالمية، مؤكدة على أن التعايش الثقافي هو الطريق إلى السلم والسلام الاجتماعي.
وحول المشاركة في المعرض قال سعادة الدكتور يوسف العبيدلي، مدير عام المركز: "في إطار دوره في رفد النشاط الثقافي في إمارة أبوظبي ودولة الإمارات، وإبراز الموروث الثقافي الإسلامي والعربي والمحلي، يحرص مركز جامع الشيخ زايد الكبير على المشاركة في هذا الحدث الثقافي العالمي، حيث يشكل هذا المعرض ساحة التقاء، يجتمع فيها المثقفون والمبدعون والكتاب من مختلف دول العالم، يتبادلون المعارف والآراء، ويستعرضون نتاجاتهم الثقافية والعلمية، ومن خلال جناح المركز يطلع الزوار على أهم نتاجاته الثقافية من إصدارات وبرامج وسلسلات ثقافية، متخصصة بالثقافة العربية والإسلامية، وبما تتميز بها من قيم التسامح والتعايش والإخاء، وهي القيم التي تتبناها دولة الإمارات، وتسعى لنشرها بين مختلف شعوب العالم".
كما يستعرض الجناح منصة ديرة الدرور والتقويم الهجري، والتي تعرف الزوار على الطوالع والمواسم والدرور، وتطلعهم على وصف كل برج من أبراج السنة، وما يتخللها من معلومات وبيانات تتحدث عن المواسم، والدرور والطوالع التي تقع خلال فترة البرج، ويمتد بعضها لأكثر من برج، بالإضافة إلى الملامح الطبيعية لكل برج، والمرتبطة بالزراعة، والأسماك، والبحر، والري، والطيور المهاجرة، والحيوانات البرية، والملامح الجوية، وفق ما تعارف عليه أجدادنا منذ القدم، لتصل عراقة الماضي بمعطيات العصر الحديث.
ويتيح جناح المركز للباحثين والمثقفين والإعلاميين، فرصة الاطلاع على ما يعرضه من كنوز ثقافية قيمة، تتضمن مطبوعاته الأربع والعشرين، التي تتناول الثقافة الإسلامية وفنونها، أبرزها إصدار "فضاءات من نور"، وكتاب "بيوت الله"، الذي يتناول تاريخ الجوامع في التاريخ الإسلامي بما فيها جامع الشيخ زايد الكبير.
كما يتيح جناح المركز الفرصة للزوار والمهتمين للاطلاع على ما تزخر به مكتبة الجامع من محتوى ثقافي فريد، يمثل أروع ما جادت به الثقافة الإسلامية من إصدارات قيّمة متخصصة بالعمارة والفنون الإسلامية المختلفة، ويعرض مجموعة مختارة من أهم الكتب النادرة التي تقتنيها مكتبة الجامع، والتي تتميز بقيمتها التاريخية، وتتمحور موضوعاتها حول تاريخ وآثار العمارة الإسلامية في الشرق الأوسط، وشبه الجزيرة الهندية، وإسبانيا وغيرها، ومنها كتاب العمارة والفن الإسلامي في مصر وفلسطين، الذي يُقدم العديد من اللوحات التي تعرض أمثلة رائعة للعمارة والفن الإسلامي من مصر وفلسطين، مسلطاً الضوء على التنوع والإبداع المتأصل في الفن الإسلامي من خلال الأنماط الهندسية والأرابيسك والخط العربي، الذي يظهر في المساجد المهيبة والمقابر والمنازل متميزة التصميم، والنوافير الأنيقة والآثار، وكتاب جامع السلطان حسن في القاهرة، والذي يقدم مخططات ومناظر مختلفة للمسجد، ورسوم للمداخل من مختلف الاتجاهات، وأخرى توضيحية مختلفة للمسجد المزيّن بالثريات والمزهريات والمصابيح، التي تظهر ثراء وتميز الفنون والحرف الإسلامية، وكتاب ألوار وكنوزها الفنية، الذي يستكشف الكنوز الفنية في المجموعة الرائعة لمهراجا ألوار، الواقعة في مدينة ألوار المفعمة بالحياة في الهند، حيث يقدم دراسة رائدة للفن المغولي، ويستعرض مجموعة قيمة من الصور الرائعة، وأشكال الأسلحة المصنوعة بشكل معقد، والمجوهرات المبهرة، والأقمشة الفاخرة، والقطع العسكرية التاريخية، والمخطوطات المضيئة بشكل جميل.
ومن خلال زيارتهم لجناح مركز جامع الشيخ زايد الكبير يتعرف رواد جناح المركز على جهاز تعقيم الكتب والأوراق؛ وهو عبارة عن صندوق مزود بخاصية الأشعة فوق البنفسجية، للتعقيم ومروحة وفلتر للغبار، ويساهم في إزالة 99.9% من الجراثيم والفيروسات الموجودة في الكتب خلال 30 ثانية، هذا ويشرف على الجهاز فريق مختص للتأكد من آلية تشغيله وفق المعايير المتبعة في إجراءات وآلية التعقيم.
ويستعرض المركز تفاصيل الدورة الثامنة من الموسم الجديد لـ"جائزة فضاءات من نور للتصوير الضوئي"، والتي تمكنت خلال الدورات السابقة من استقطاب مئات المصورين من مختلف أنحاء العالم، والذين قدموا آلاف الصور الضوئية، وعكست عدساتهم الإبداعية القيم الأصيلة والمعاني الحضارية السامية ومبادئ التعايش والتواصل بين الأمم على اختلاف ثقافاتهم، إلى جانب الاحتفاء بجماليات الجامع وفنون العمارة الإسلامية المتجلية في جميع أروقته ومقتنياته، داعياً جمهور المصورين من مختلف دول العالم للمشاركة في النسخة الثامنة من الجائزة.
ويقدم أخصائيو الجولات الثقافية لدى المركز لزوار المعرض شرحاً مفصلاً عما يحتويه جناح المركز في المعرض، ويطلعونهم على رسالة الجامع الحضارية، وما يزخر به من جماليات العمارة الإسلامية، من خلال عرض مجسم الجامع، كما يطلعوهم على دوره في رفد الحركة الثقافية من خلال شاشة تفاعلية تعرض السلسلات الثقافية المرئية التي ينشرها المركز عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، والتي تتمحور مواضيعها حول الثقافة الإسلامية وعلومها وفنونها، ومن أبرزها سلسلة الكتب النادرة، وسلسلة المخطوطات، ونبذة ترويجية عن مكتبة الجامع.
يذكر أن المركز يحرص على المشاركة في المحافل الثقافية المحلية والعربية والعالمية، بهدف ترسيخ التواصل الفكري والمعرفي والتفاعل الخلّاق مع الثقافات المختلفة، والتعريف برسالته الداعية إلى نشر التسامح والتعايش بين مختلف شعوب العالم، والتعريف بالثقافة الإسلامية وما انتجته من كنوز معرفية، كان لها دور كبير في النهضة الحضارية الإنسانية.